بوصفك مريضا بسرطان الكلية، يتعين أن تدرك أن الآثار الجانبية للعلاجات المناعية للسرطان يمكن أن تختلف بشكل واضح عن تلك التي عرفتها فيما قبل مع أي علاجات سابقة. ولذلك السبب، من المهم أن تفهم بعض الأمور الأساسية بشأن تجربتك مع الآثار الجانبية للعلاجات المناعية للسرطان والتبليغ بها.
أولا وقبل كل شيئ، يجب أن تخبر كافة مهنيي الرعاية الصحية الذين تقابلهم بأنك تخضع لعلاج "مختلف" لمرض السرطان.
ويشمل ذلك دكتور العائلة، والصيدلي، وفريق الرعاية الصحية المحلي وأي عامل في قسم المستعجلات إذا ما تم نقلك إلى المستشفى.
فالعلاج المناعي للسرطان مازال جديدا، وقد لا يكون معظم مهنيي الرعاية الصحية قد سمعوا به من قبل. إنه ليس كالعلاج الكيماوي التقليدي،كما أنه ليس علاجا مُستهدفا.
فينبغي لأي مهنيي صحي يقدم لك الرعاية ولو بسبب مرض يبدو بسيطا أن يتخذ مبادرة الاتصال بالفريق المكلف بعلاجك من السرطان.
تأكد أيضا بأن تحمل معك بطاقة تتضمن قائمة بأسماء الأدوية التي تأخذها ومعلومات الاتصال بفريقك المعالج.
يعمل العلاج المناعي عن طريق تنشيط الجهاز المناعي. وليس مستغربا، أن الآثار الجانبية للعلاج المناعي تظهر عندما يكون الجهاز المناعي مفرط النشاط ويهاجم الأنسجة الطبيعية للجسم. وتشبه هذه الآثار الجانبية آثار الأمراض الأخرى التي يكون فيها الجهاز المناعي مفرط النشاط؛ وهيما يُطلق عليه داء المناعة الذاتية.
بخلاف العوامل المستهدفة في مرضى سرطان الكلية، ليس من باب الحكمة التكتم عن الأمور المستجدةإلى حين الموعد الموالي. فمن المهم الاستمرار في التواصل مع فريق الرعاية الصحية.
أثناء التجارب السريرية، يكون لدى مرضى سرطان الكلية اتصال مباشر مع خبير في مجال الأنكولوجيا على مدار اليوم سبعة أيام في الأسبوع. إن هذا الفريق يكون على دراية بمجموعة واسعة من الآثار الجانبية التي يمكن أن تكون فريدة وتختلف من فرد إلى أخر بقدر اختلاف الجهاز المناعي لكل شخص . ينبغي تسجيل الآثار الجانبية التي يمكن أن تظهر والاتصال بأرقام الهاتف التي سبق أن سلمها لك فريق الرعاية الصحية. فطبيبك الخاص والمستشفى المحلي (قد يتفوق ونفي الأمور الروتينية) سوف لن يساعدونك حينما يتعلق الأمر بالعلاج المناعي.
ويتعين إخبار الفريق المكلف بالعلاج بكافة الأعراض التي تواجهها. وينطبق هذاالأمر حتى لفترة طويلة بعد تلقي العلاج . فالمسألة التي قد تبدو بسيطة في البداية (كالإسهال مثلا) يمكن أن تتطور إلى أمر خطير إذا ما كانت مرتبطة بأحد الآثار الجانبية للعلاج المناعي . لا يجب التردد في التبليغ عن الأعراض الجانبية ولو في نهايات الأسبوع أوالعطل أوخارج أوقاتا الدوام. إن التبليغ عن أي آثار جانبية قد تكون غير ذي صلة أفضل بكثير من التأخر في إجراء المكالمة لمدة 24 ساعة. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر الخضوع لعلاج قصير بالاستيرويد وبعدها العودة إلى متابعة العلاج.
إن الآثار الجانبية التي يمكن أن تواجهها مرتبطة بشكل كبير بنوع العلاج المناعي للسرطان أو تركيبة الدواء الذي تتناولها.
أطلب من فريق علاج السرطان تزويدك بقائمة بالآثار الجانبية الممكنة،ويتعين عليك تدوين معلومات عن تلك التي يمكن أن يكون لها نتائج وخيمة.
في حين أن أغلب المرضى لا يرغبون في تبليغ أو إزعاج الفريق المعالج، يتعين لزاماعلى المرضى والمكلفين برعايتهم أن يُراقبوا عن كثب كل وأي المتغيرات التي قد تحدث.و يجب أيضا مسك مذكرة يومية لمتابعة الآثار الجانبية، بما في ذلك حركات الأمعاء في اليوم، وعدم التردد في الاتصال هاتفيا للإبلاغ عن كل أمر يحدث ووجبت الإشارة إليه. إن كل يوم تأخير قد ينتج عنه دخول المستشفى،وقد يتطلب الأمر تدخلات طبية أكثر تعقيدا.
إذا أردت الخروج من البيت، يتعين وضع كريم واقي من أشعة الشمس (من قبيل SPF 30 أو أقوى، الأكثر استعمالا).
وقد تشمل علامات وأعراض إلتهاب القولون ما يلي:
قد تكون كلها أعراض ذات الصلة بمشاكل الكبد:
إلتهاب الكبد (التهاب الكبد الفيروسي) الذي قد يُؤدي إلى فشل كبدي إذا لم يعالج. ويمكن أن تشمل أعراض وعلامات الالتهاب الكبدي ما يلي:
إلتهاب العيون. قد تشمل الأعراض ما يلي:
يجب أن تستفسر الفريق المعالج قبل تناول أي نوع من الأدوية الخاصة بأعراض الحمى والزكام،حتى الأدوية التي قد تكون تناولتها من قبل والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
نقص في كمية البول، قتامة لون البول،تورم في الكاحلين أو فقدان الشهية.
تشمل الأعراض المرتبطة بمشاكل الأعصاب،ما يلي :
إحدى المميزات الفريدة للعلاج المناعي للسرطان هي آثاره الإيجابية (والآثار الجانبية) يمكن أن تحدث بعد مدة طويلة من تلقي العلاج.
يمكن أن تظهر بعض الآثار الجانبية أشهرا بعد العلاج. وعليك المعرفة الجيدة بجسمكَ.
وإذا حدث لك أمر غير عادي ، يتعين التبليغ به كأثر جانبي محتمل إلى الفريقَ المعالج. وحتى لو اعتقدت أنه لا يمكن أن يكون ذي صلة ، سجل ذلك واتصل بالفريق لإطلاعه بذلك.
إنه من غير المعتاد أن تتأخر الآثار الجانبية، غير أنه من المهم التحدث مع فريقك الأنكولوجي ومناقشة أي مشاكل جديدة.
إن تلقي العلاج الفوري لأي آثر جانبي قد يحول دون استدامة الآثار الجانبية الخطيرة. تذكَّر بأن العديد من الأطباء لن يكونوا على إطلاع بالآثار الجانبية غير المتوقعة للعلاج المناعي للسرطان.
إذ أن إعطاءك مضادا حيويا عندما تكون بحاجة إلى استيرويد، قد يتسبب في مشاكل كبيرة.
لا تتردد إذا في تبليغ ممرضة القسم الانكولوجي أو الفريق بأثر جانبي أو أي تغير في الأثر الجانبي. فسوف يكونون في وضع أفضل لمعالجة الأثر الجانبي وتمكينك من الاستمرار في تلقي العلاج.
يتوفق علاج الآثار الجانبية على نوع الآثار الجانبية (إن وُجدت) التي تظهر لديك وعلى درجة خطورتها. يقدم هذا الوصف على سبيل الإشارة فقط– يتعين استشارة طبيبكَ بشأن طريقة التعامل مع كل مشاكل يمكن أن تحدث.
الآثار الجانبية الخفيفة: وتشمل مثلاالطفح الجلدي الخفيف، تغيرات في تحاليل الدم دون ظهور أعراض، أو حركة واحدة أو اثنتين من حركات الأمعاء الفضفاضة. فالآثار الجانبية الخفيفة يلاحظها في الغالب فريق الرعاية الصحية، أو تعالج بطرق بسيطة مثل وصف كريم مرطب.
الآثار الجانبية المتوسطة: تحدث عند تداخل الأعراض مع أنشطتكَ أوتسببها في مشاكل أكثر خطورة. وقد تتطلب هذه المشاكل تدخلا وعلاجا بالأدوية للقضاء على جهازك المناعي؛ وخاصة منها الكورتيكوييد (بريدنيسون، بريدنيسولون ديكساميتازون، إلخ)، فأقراص الستيرويد قوية جدا، لذلك قد يتم وصف أقراص بجرعات متناقصة مع مرور الوقت. إن علاج الآثار الجانبية للعلاج المناعي قد يستغرق وقتا طويلا ، أي تناول الاستيرويد لمدة ما بين أسبوعين وأربعة أسابيع.
الآثار الجانبية الخطيرة: إن المشاكل خطيرة لدرجة تتطلب الدخول إلى المستشفى وتلقي العلاج بجرعات مكثفة من الاستيرويد. وقد تكون ثمة الحاجة إلى أدوية متخصصة في بعض الأحيان. وأغلب تلك الآثار الجانبية تكون قابلة للعلاج ، غير أن الوضع سيحتاج للمراقبة عن كثب لمدة من الزمن .
إن الآثار الجانبية يمكن أن تكون أول دليل على أن جهازك المناعي بدأ ينشط. إن ذلك يعني إشارة إيجابية بأن جهازك المناعي بدأ يهاجم السرطان، أو أن جهازك المناعي بدا في الهجوم على الأنسجة السليمة. قد يبدو يمكن اعتبار الطفح الجلدي أو التفاعل الجلدي كمؤشر إيجابي على أن جهازك المناعي بدأ في النشاط.هذا الأمر صحيح، ولكن من المهم التذكير بأن الأشخاص الذين لا تظهر لديهم أية آثار جانبية، يمكنهم هم كذلك أن يستفيدوا من العلاج المناعي للسرطان.
مع الأدوية الجديدةالمثبطة لنقط المراقبة ، يرى عدد من الخبراء بأن استخدام أدوية أقل لا يعني بالضرورة التقليل من الآثار الجانبية. وقد تظهر آثار جانبية جديدة حتى بعد التوقف عن تناول الدواء.ويتعين علينا أن نتعلم كم هي كمية الدواء وما هو نظام العلاج وما هي مدة تناول الدواء للحصول على التأثير الأمثل. ولذك نحتاج إلى إجراء تجارب سريرية وإلى تجارب المرضى الحقيقية،بهدف تنمية تجربتنا في مجال سرطان الكلية على وجه التحديد.
ستقدم لنا التجارب السريرية الكثير من المعلومات بشأن الكيفية التي يعمل بها العلاج المناعي بالنسبة لسرطان الكلية. فالنتائج (بما في ذلك الآثار الجانبية) يمكن أن لا تشبه نتائج السرطانات الأخرى. فعلى سبيل المثال، إن العديد من المصابين بسرطان الكلية لديهم نسبة معينة من الفشل الكلوي (إما بسبب استئصال كلي أو جزئي للكلية).
فكل نوع من السرطان يتطور بشكل مختلف، وبالتالي، نعتمد على الاختبارات السريرية فيما يخص سرطان الكلية للحصول على معلومات بشأن الآثار الجانبية ومدى خطورتها. وإذا كنت من المرضى الذين يشاركون في تجربة سريرية، يجب أن تبلغ عن كل أثر جانبي عندما يحدث. إذ سيمكن ذلك من مساعدتك ومساعدة المرضى الذين قد يحتاجون لنفس الدواء في المستقبل.
فجمعيات مرضى السرطان توفر الدعم الضروري من الأقران الآخرين الذين يتناولون نفس العلاجات أو علاجات شبيهة، لكن في حالة العلاج المناعي للسرطان، يصبح من المهم التعامل مع كل تجربة شخصية على حدة. وفي جميع الأحوال، حاول أن تتقاسم التجارب الخاصة بك. وتذكر دائما أن ما يبدو عاديا بالنسبة لشخص يتناول دواء آخر قد يكون له بالنسبة لكَ آثر جانبي مهم يجب التبليغ عنه.
إن مرضى سرطان الكلية عبر العالم ينتظرون بفارغ الصبر نتائج هذه التجارب السريرية المهمة. ونتقدم بالشكر للمرضى الذين يُشاركون في هذه التجارب في كافة أرجاء العالم ولأسرهم.